Top Ad 728x90

Tuesday, 9 May 2017

الهاتف، حديث مع النفس I نزهة بوعلام

منذ سنوات مضت كان الجمیع یستمتع بالجلوس مع الأقارب والأحباب ، ویتناولون مواضیع عن الحیاة الیومیة
ویجولون بین دروبها في حوارات ملیئة بالإفادة والمنفعة وإدراك الخطأ ، وتمریر النقاش من فرد لآخر لیتم
التوصل إلى حل لكل خطأ مستعصي أو مشكل صعب على أي فرد في العائلة أو المجتمع إیجاد حل له ، إنه
زمن ولى وترك وراءه أو بالأحرى صنعنا وراءه زمنا خاصا ، إذ أصبح لكل فرد منا عالم خاص به لا یشاركه
سوى مع نفسه ویمكن أن نسمیه "حدیث النفس" ، حیث أصبحنا نجلس بین أحضان الأم والأب ولا نكترث
لوجودهم ، ونجد أنفسنا قد اخترعنا عالما أنفسنا بأیدینا بسبب ماذا !!! إنها آلة صنعت للتواصل وقت الحاجة
ووقت الضرورة ، لكن للأسف تم استغلالها بالشكل المعاكس ، أصبح الكل یستنزف جل وقته في مصاحبة
الواتساب والفیس بوك وباقي المواقع الإجتماعیة دون أیة فائدة ، حتى صار هناك ما یسمى بالكلام الثنائي بین
الهاتف ومالكه ، والملاحظ أیضا أن أي مناسبة عائلیة أو اجتماعیة دخلها هذا الفیروس الخطیر ، فتجد مثلا الأم
تحدث أحد أبنائها وهذا الأخیر غیر مهتم بكلامه لأنه صنع لنفسه عالما آخر ، وما یلاحظ مؤخرا أن الأمهات
والآباء سرب إلیهم هذا الداء مما یجعل الكل تائها وسط عالم خیالي أخر ، فنلاحظ اندثار الزمن الجمیل الملیئ
بالحوارات الغنیة بالنقاش المعرفي التي یستفید منها الصغیر قبل الكبیر...ذهب الزمان.

0 comments:

Post a Comment

Top Ad 728x90