Thursday, 27 April 2017
Tuesday, 25 April 2017
تنظم جمعية القبس للسينما و الثقافة مهرجان الرشيدية السينمائي في دورته التاسعة ، من 26 إلى 30 أبريل 2017 بالمركب االثقافي ا ولاد الحاج و دور الشباب و فضاءات اخرى بالمدينة، تحت شعار : ” السينما لتجديد الوعي الفني ”.
و تتمحور أنشطة هذه الدورة حول التجربة السينمائية الغنية للمخرج المغربي الكبير “مصطفى الدرقاوي ، كما ستعرف أيضا عرض مجموعة من أعماله السينمائية ، وتنظيم ندوة وطنية حول ” التجربة السينمائية للمخرج مصطفى الدرقاوي : الثوابت الإبداعية و إبدالاتها ” والتي ستتميز بمشاركة عدة مخرجين وفنانين ونقاد وأساتذة جامعيين مهتمين بالمجال السينمائي على الصعيد الوطني، بالإضافة إلى تنظيم لقاءات مفتوحة مع جمهور المهرجان و ورشات تكوينية في كتابة السيناريو و المونتاج الرقمي و التصوير الفوتوغرافي و السينمائي ، و تنظيم مسابقة رسمية للأفلام الروائية القصيرة صنف الهواة تشرف عليها لجنة تحكيم يترأسها المخرج عبد الكريم الدرقاوي وتتكون من الممثل محمد خيي و الممثل محمد الرزين والممثلة سليمة بنمومن والمخرج العماني ورئيس الجمعية العمانية للسينما محمد بن سليمان الكندي ، و ستخصص جوائز للأفلام الفائزة و هي : جائزة العمل المتكامل ، وجائزة أحسن سيناريو، وجائزة أحسن إخراج و جائزة لجنة التحكيم . كما ستعرف هذه الدورة أيضا توقيع إصدارات سينمائية جديدة و إقامة معرض للكتاب .
Thursday, 20 April 2017
لعبت المرأة دورا هما في بناء المجتمعات إلى جانب الرجل ، لكن مساهمتها تكون اكبر عندما يتعلق الأمر بصناعة الرجال ، بل والتضحية الكبيرة في بناء الوطن ، نظرا لطبيعتها النفسية والعاطفية الفياضة ، لذلك اعطاها الدين الحنيف مكانة مهمة ، بل جعل
ـ أهمية المرأة في تاريخ الإسلام
ـ المرأة المغربية وصناعة التاريخ الوطني
ـ المرأة والمقاومة
خاتمة
ـ أول من آمن بهذا الدين الجديد الذي آتي به الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام امرأة السيدة خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها .فقد ساهمت في نشر الإسلام والتمكين له،وساهمت في تطمين النبي عليه أفضل الصلاة والسلام بالنصر وحثه على السير إلى الأمام وعدم التراجع، بل لها الفضل في المساهمة بتجارتها وأموالها في نشر الإسلام، في مراحله الأولى ، وكانت أول شهيدة في الإسلام سمية زوجة ياسر وأم عمار هذه الأسرة التي بشرها النبي عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام بالجنة ، عندما كان يمر بمحادتهم وهم يعذبون لرفضهم سب النبي ، والارتداد عن دينهم وهو يقول لهم صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة ، فكانت بحق أول من أستشهد في سبيل هذا الدين من النساء والرجال ومن بعدها ياسر. ولعل هذا أعظم شرف للمرأة أن تكون أول شهيدة ومضحية في سبي هذا الدين
ـ المرأة المغربية وصناعة التاريخ الوطني
1 ـ المرأة في التاريخ القديم
كانت مساهمة المرأة حاضر في تاريخ المغرب القديم بشكل كبير ، فلم تغب المرأة في الممالك الأمازيغية القديمة عن مقاومة القرطاجين والرومان والوندال ، لكن الكتابات التاريخية غالبا ما أرخت للرجال دون النساء .
2 ـ المرأة وتاريخ الفتح الإسلامي للمغرب
إن أول امرأة ورد ذكرها في تاريخ هذه المرحلة تدعى أم حكيم وهي جارية لطارق بن زياد بن عبد الله الليثي النفزي فاتح الأندلس ، ولا نعلم أصلها دخلت معه إلى ألأندلس سنة 92 هـ وخلفها بالجزيرة الخضراء ومعها نفر من جنده عند زحفه في اتجاه قرطبة ، فنسبت مدينة الجزيرة الخضراء إليها وأصبحت تعرف بجزيرة أم حكيم أو مرسى أم حكيم ، ولا يستبعد أن يكون لتخليد اسمها ارتباط بدور سياسي ما إلى جانب مكانتها الاجتماعية لدى القائد الكبير طارق بن زياد (1)
ـ في العهد الإدريسي
ـ في عصر الأدارسة برزت أسماء مجموعة من النساء أولاهن السيدة كنزة الأوربية وتسميها بعض المصادر ” كنز ” وتختلف المصادر هل هي جارية أم حرة ، كما تختلف حول أصلها ما بين النسبة إلى قبيلة نفزة من القبائل البربرية المقيمة بنواحي طرابلس ، وبين نسبتها إلى قبيلة أوربة الزناتية التي كانت تقيم بنواحي وليلي، تزوجها الإمام إدريس بن عبد الله الحسني خلال مدة إمارته ، وعندما توفي سنة 177هـ تركها حاملا فولدت بعد شهرين من وفاته ابنه إدريس الأزهر ، الذي سيصبح الأمير الإدريسي الثاني بعد أبيه ، وبعد وفاته سنة 213هـ صارت كنزة عمدة الأسرة الإدريسية ، وهي التي أشارت على حفيدها الأمير محمد بن إدريس بتقسيم البلاد بين إخوته لإشراكهم في الحكم ، وبغض النظر عن النتائج التي تمخضت عن هذا الاقتراح يمكن القول بأن كنزة كانت ذات نظر ورأي في الأمور السياسية الكبرى وكان لها من المكانة في الأسرة الإدريسية ما يجعل قولها مسموعا .(2)
ـ وفي عهد الإمام إدريس الأزهر برز إشعاع امرأة فاضلة عالمة قامت ببناء جامع القرويين بفاس سنة 245هـ / 859م ـ فاطمة الفهرية وأختها مريم الفهرية ـ وأنفقت على بنائه من مال ورثته عن أبيها ، وقد صار بعد فترة وجيزة من بنائه جامعة إسلامية هي الأولى من نوعها في العالم الإسلامي ، بل في العالم كله ، ونافستها أختها مريم في هذا العمل الحضاري المتميز فقامت من جانبها ببناء أحد المساجد الكبرى بفاس بعدوة الأندلسيين المقابلة لعدوة القرويين وعرف بمسجد الأندلس، وبعد بنائهما تراجع دور المسجدين الرئيسيين السابقين لهما بفاس وهما مسجد الأشراف ومسجد الشياخ ، وتم بناء جامع الأندلس بعد القرويين بقليل(3) ، ؛حيث سار لجامع القرويين والأندلس دور مهم في صناعة تاريخ المغرب .
4 ـ الإمارة المدرارية السجلماسية
وفي سجلماسة وخاصة الإمارة المدرارية نقف على اسم أورى بنت عبد الرحمن بن رستم وهي امرأة من الأسرة الرستمية الحاكمة بغمارة تاهرت الخارجية بالمغرب الأوسط ، تزوجها الأمير المدراري مدرار ابن اليسع بن أبي القاسم سمغون(ت 253) صاحب سجلماسة ، وذلك في إطار زواج سياسي لعله عبر بشكل أو بآخر عن تحالف سياسي بين الإمارتين الخارجيتين بكل من تاهرت وسجلماسة ، وقد أنجبت أورى له ولدا سمي ميمون، وكان لزوجها الأمير مدرار ولد آخر اسمه ميمون أيضا من امرأة أخرى تدعى تقية ، وكانت أورى شديدة التأثير على زوجها حتى لم يكن يخفي ميله إلى إبنها ، وربما كان دافعه أيضا رغبته في الحفاظ على التحالف مع الأسرة الرستمية ، بل كان يميل إليه ومكنه من الإستلاء على السلطة (4).
5 ـ العهد المرابطي
لم يختلف العهد المرابطي عن غيره في وجود عدد من النساء المؤثرات في الجانب السياسي للدولة ونذكر من بينهم :
ـ زينب النفزاوية: لقد كان لنصائح زينب بنت إسحق الهواري النفزاوية زوجة أمير المسلمين يوسف بن تاشفين الحظ الأوفى في تأسيس وتدعيم ملكه ، وأجمعت المصادر التي بين أيدينا على وصفها بالجمال والفطنة والذكاء ، وأنها كانت امرأة حازمة لبيبة ذات رأي وعقل ومعرفة بالأمور حتى يقال لها الساحرة(5). وكان لها الفضل في تخلي أبي بكر بن عمر عن السلطة ليوسف بن تاشفين.
6 ـ العهد الموحدي
في العهد الموحدي لابد من الإشارة إلى ذكر :
ـ زرقاء المردنيشية: تذكرها المصادر التاريخية باسم صفية زوجة ثاني خليفة موحدي أبي يعقوب يوسف(558 ـ 580هـ / 1163 ـ 1184م ) والتي تمكنت بسيطرتها من تنصيب أفراد عائلتها في المناصب الهامة في الدولة ، ويصف ابن الخطيب هذه السيطرة وما نتج عنها بالقول“ وتغلبت عليه حتى كان الناس يضربون المثل بحب الخليفة للزرقاء المردنيشية ، واتفق لقومها من البخت بسببها ما لم يتفق لثائر ولا مخالف ملك من إعادته إلى ملكه...“(6) .
ـ حبابة الرومية : احتلت المرتبة الأولى في الدولة الموحدية واستطاعت أن تنافس زينب النفزاوية من حيث شدها لاهتمام المؤرخين والباحثين ، بحيث كانت لها أدوار سياسية محضة وأهداف واضحة ، أول عمل لها في الميدان السياسي حسب الروايات التاريخية كان سنة 629هـ / 1231م لما كتمت خبر وفاة زوجها ، وظهرت انه على قيد الحياة حتى ترتب أمور بيعة ابنها عبد الواحد الرشيد بعد التأثير على قواد الجيش الموحدي ، فكانت البيعة في اليوم الموالي لإعلان الوفاة.(7).
7 ـ في العهد المريني والوطاسي
ـ السيدة الحرة بنت علي بن راشد باني شفشاون: والمعروفة بحاكمة تطوان وقد اعتلت كرس الولاية على منطقة شاسعة تمثلت في منطقة الشمال والتي استطاعت بجرأتها وبدهائها وبمؤهلاتها ، أن تتبوأ مركز القيادة ، حتى شهد لها المؤرخون بأنها كانت مثالا للشهامة والنخوة والحمية للدفاع عن حوزة الوطن والوقوف في وجه الطامعين في الاستيلاء على أطرافه ، وذلك في فترة حرجة من تاريخ المغرب ، التي كان فيها إلى الولاة الأقوياء الذين يقفون بصمود في وجه العدو الذي كان يتربص بهم الدوائر برا وبحرا(8)، دورا في حماية حدود الوطن ، والدفاع عنه.
8 ـ في العهد العلوي
لم يخرج العهد العلوي عن باقي العهود الأخرى فقد عرف بدوره بروز عدد من النساء اللواتي كان لهن التأثير في الحياة السياسية العامة للبلاد والذود عن حوزة الوطن وحرمته، ولعل ابرز السيدات المقاومات خناتة بنت بكار ، وهي خناتة بنت الشيخ بكار بن علي بن عبد الله المغافري من عرب معقل الصحراء المغربية وزوجة السلطان المولى إسماعيل ، تربت في القصر الإسماعيلي ، جمعت بين الفقه والسياسة (9)، فيها قال المؤرخ أبو محمد عبد القادر المدعوا بالجيلالي ” فما نعلم واحدة من الحرائر التي دخلت دار الخلافة العلية من أزواج مولانا إسماعيل كان لها كلام ورأي وتدبير مع مولانا أمير المؤمنين ومشاورة في بعض أمور الرعية ، وكانت له وزيرة صدق وبطانة خير ، تأمر بالخير وتحرضه عليه وتتوسط في حوائج الناس ...“ ( 10)،وقال عنها أبو عبد الله أكنسوس ” خناتة هذه هي أم السلاطين أعزهم الله وكانت صالحة عابدة حصلت العلوم في كفالة والدها الشيخ بكار“ (11) .
لقد كانت السيدة خناتة محط الرأي والمشورة في بيت السلطان المولى إسماعيل ،فقيهة مقاومة مجاهدة حتى أدركها الأجل سنة 1159هـ (12).
ـ المرأة في عهد الحماية
لم تتخلى المرأة عن الدور المنوط بها في مرحلة الحماية بل كانت إلى جانب الرجل في مواجهة الاستعمار عاملة على نقل الأسلة للمقاومين من مكان لأخر ، وناقلة ألأخبار كذلك ، بل ومشجعة على المواجهة والصمود في الجبهات، مضحية بالنفس والمال والولد ،
ـ وهذه السيدة عائشة بنت الحاج زنيبر بعد اعتقال ابنها لمشاركته في تظاهرات إعلان الظهير البربري بعدما زارها عدد من الشباب لمواساتها تقول ” أبنائي إني والله لمسرورة جدا بجهادكم في سبيل الدين والوطن أعانكم الله وقواكم وزاد في مددكم ، وإني لمغتبطة كذلك بمشاركة ابني عبد اللطيف في هذه الحركة ، وتعاونه معكم واحتجاجه ضد السياسة البربرية وإبعاده من أجل أفكاركم الوطنية ، وإني معكم مستعدة لأن أضحي بنفسي ومالي وأولادي في هذا السبيل ، أبنائي جاهدوا في سبيل الدين والوطن ، فإن الله معكم ولا تخافوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ، وإن الموت في سبيل الدين والوطن خير من الحياة في الذل والهوان ، لا تخافوا فإن الموت واحدة، وليس للمجاهدين إلا الجنة في الحياة الأخرى ، واعلموا أن الله مع الصابرين وهو ينصر الحق بإمانكم وتمسككم“ (12 )
ـ مالكة الفاسي : المرأة التي لم تأبه بسلطة الحماية وجبروتها ، وأبت أن تكون من الموقعين على وثيقة المطالبة بالاستقلال في 11يناير 1944 ، معلنة انخراط المرأة في المطالبة بالاستقلال غلى جانب الرجل ، مستعدة لتحمل كل ما يمكن أن يصدر عن سلطات الحماية .(13).
وبذلك تكون المرأة قد شارك آخها الرجل في صناعة تاريخ هذا الوطن ، ولا يمكن فصل عملها عن عمل الرجل .
ـ خاتمة
أود ختم هذه المداخلة المتواضعة بنداء إحدى العالمات والمدرسات بمدينة طنجة إبان فترة الحماية وهي ارحيمو المدنية قائلة ” أنادي ـ منبهة ـ كل فتاة ذات شعور حي وإيمان قوي تستفيق من سباتها العميق وتنهض متجهة نحو الصراط المستقيم باحثة عن كل ما يزين أخلاقها صفاتها ، نابذة وراءها الأوهام والخرافات التي قعدت بالفتاة المغربية ـ طيلة حياتها ـ جامدة وبحالة نفسية جاهلة .
أيتها الفتاة : أوصيك بالاجتهاد في تحصيل طلب العلم النافع والاغتراف من كوثره الفياض كي ترفعي شأن وطنك العزيز وتشاركي أختك الشرقية في نهضتها الثقافية، فقد سوى الإسلام المرأة بالرجل في طلب العلم وأوجبه على كل مسلم ومسلمة، كما أوجب على أمهات المؤمنين أن يعلمن الناس أبناءهم وبناتهم ذكورهم وإناثهم ...
أيتها الصديقات : إن الأمة تنتظر كنكن خيرا كثيرا فلا تخيبن انتظارها ، وتأمل فيكن الوصول إلى غاية المرغوب فحققن آمالها ، وعليكن بالإخلاص والعمل والإقبال على الخير والبعد عن الشر ، ولا تحمن حول الشبهات فمن حام حول الشبهات يوشك أن يقع فيها، والله ولي توفيقكن إلى خدمة دينكن ووطنكن وتهذيب نفوسكن والرفعة بها على الشائن من الأمور ، والله مولاكن وهو نعم المولى ونعم النصير وكل رجائي في استجابة ندائي“
الخميس 25 ربيع الثاني 1365
ارحيمو المدنية : أستاذة بالمدرسة المغربية للبنات طنجة
الهوامش
1 ـ محمد المغراوي: المرأة المغربية في بديات العصر الإسلامي، دعوة الحق، العدد393، سنة 2011، ص 13.
2 ـ نفسه ، ص 14
3 ـ نفسه، ص14
4 ـ نفسه ، ص15
5 ـ دندش عصمت عبد اللطيف: أضواء جديدة على المرابطين، دار الغرب الإسلامي ، طبعة أولى ، 1991، ص 165.
6 ـ ابن الخطيب: أعمال الأعمال فيمن بويع قبل الاحتلام من ملوك الإسلام، تحقيق وتعليق ليفي بروفنصال، دار المكشوف ، بيروت ، طبعة ثانية ، 1965، ج2 ، ص 271.
7 ـ فوزية كرزاز: مواقف سياسية لنساء في الدولة الموحدية، دعوة الحق، عدد399، سنة 2011، ص 35.
8 ـ حسناء محمد داود: السيدة الحرة ، حاكمة تطوان ، مجلة عطاء، المجلس العلمي الأعلى، العدد2، سنة 2013، ص 14.
9 ـ سعاد رحائم : تجليات المقاومة عند المرأة المغربية من خلال الخطب الملكية، مجلة دعوة الحق، العدد 380، سنة 2004، ص 32.
10 ـ نفسه
11 ـ نفسه
12 ـ سعاد رحائم : المرأة المغربية والكفاح الوطني في عهد الحماية، مجلة دعوة الحق العدد387، سنة 2006، ص 41.
13 ـ يمكن الإطلاع عن كتب التاريخ التي تتحدث عن وثيقة المطالبة بالاستقلال، أو الكتب المترجمة لحياة الموقعين على الوثيقة,
د: لمراني محمد
باحث في التاريخ