عملت المرأة الفلالية قرون عديدة جنبا إلى جنب الرجل ،إذ لازمت حياته في السراء والضراء ، إلا أنه ورغم هذه التضحية الجسيمة لم تحظى بالعناية المطلوبة والرامية إلى التركيز على البعد الإنساني الذي يتماشى والتطورات الحداثية في شتى مجالات الحياة .
لكن بعد الانفتاح الذي عرفه المجتمع الفلالي خاصة من خلال وعيه بالعمل الجمعوي وجعله من الاولويات ، التي راهنت عليها سياسة الملك محمد السادس في العشرية ، حاول الكثير من الفاعلين الجمعوين إشراك المرأة الفلالية باعتباره قطب اساس في التنمية المحلية وإن بشكل محتشم .
فلقد فتحت مجموعة من جمعيات المجتمع المدني بالمنطقة الباب مشرعا أمام بعض المبادرات الفردية والجماعية للمرأة القروية ،فعلى سبيل المثال يعد مشروع الكسكس بمختلف أنواعه بدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ،وكذا مشروع النقل المدرسي الذي ساهمت جمعية أولاد الوالي منذ سنوات عديدة يعد من ابرز المبادرات النوعية التي حضيت به المرأة وساهم في إخراجها من عزلتها التي لازمتها لعقود طويلة .
فلقد استفاد ما يناهز 12 امرأة في هذا المشروع المدر للدخل ، إضافة إلى استفادة أزيد من 40 تلميذة من النقل المدرسي الأمر الذي ساهم في محاربة الهدر المدرسي ، كما ساهمت جماعة السفلات وسيرا على منوال هذا النسيج الجمعوي قامت قامت جماعة السفلات بخلق مراكز للتكوين كما هو الحال بمركز التكوين المستمر بقصر تابوعصامت ، الذي يستفيد منه الكثير من النساء في مجال تليم الخياطة ومستلزماتها .
لكن رغم كل هذه المحاولات فإن المرأة الفلالية لازالت تعاني من أشكال التهميش والإقصاء والحرمان والعيش على صدقات بعض المحسنين ، الأمر الذي يستوجب منا كفاعلين التفكير في استراتيجة للنهوض بهذه الفئة من المجتمع .
رجاء ايت الحاج
Monday, 27 March 2017
ثقافة
المرأة الفيلالية الواقع والرهانات
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
0 comments:
Post a Comment